للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال مكي بن يوسف الأبزاري: رابطنا ومشينا الدور (٤) ومحمود معنا، ونحن على الساحل، فأصابني عطش، فشكوت ذلك وقلت: لا أستطيع أن أصبر، فقال لي: تعال، فدخل البحر فوقف فيه ثم غرف بيديه جميعا فشرب من ماء البحر. ثم غرف ثانية وقال لي: اشرب. فشربت من يديه حتى ارتويت وزال عطشي، فغرفت أنا بيدي لأشرب فوجدت ماء البحر [ما ألفته] (٥)، فألقيته من فمي. وعلمت (٦) فضله. ثم مشينا.

وكان رضي الله عنه حبّب إليه، في صباه، حضور الجنائز [والصلاة عليها] (٥) والصلاة في الخلوة والمشي بين المقابر (٧) والمواضع الخالية (٨) من الناس.

وكانت والدته عملت له قميصا (فلبسها) (٩). ثم إنها رأته يلبس قميصا مرقعة بعد ذلك، فسألته عن القميص (التي عملت له) (٩)، فقال لها: ذهبت (١٠)، فاستقصت الوالدة على خبرها (١١). فأخبرت أنه باعها واشترى بثمنها قمحا وتصدّق به (١٢) على الفقراء في «دار حجّاج الزقاق» (١٣)، وتولى إعطاءه لمساكين (١٤) حجاج، فلما صحّ عندها الخبر (١٥) قامت إليه فضربته ضربا شديدا، وأغاظها ذلك من فعله وقالت له: عملتها لك بيدي لتفرح بها فنزعتها عن بدنك وبقيت


(٤) تقدّم شرح هذا المصطلح في الحواشي (ترجمة سعدون الخولاني تعليق رقم ٩٧)
(٥) زيادة من (ب).
(٦) في (ب): وعرفت.
(٧) في (ق): على المقابر. والمثبت من (ب)
(٨) في (ق): الخلية. والمثبت من (ب).
(٩) ساقط‍ من (ب).
(١٠) في (ب): ذهب.
(١١) عبارة (ب): على خبر القميص الذي عملته له. والقميص يجوز فيه التذكير والتأنيث وقد ورد في النص اضطراب في تذكيره وتأنيثه فرأينا الأخذ بالصيغة الاكثر استعمالا في النص وهي التأنيث.
(١٢) في (ق) وصدقه.
(١٣) هل يفهم من هذا النص: أنه كانت توجد بالقيروان دار مخصّصة لايواء الحجاج العابرين للديار الافريقية. وربما فهم منه أيضا: أن اسم هذه الدار قد غلب على كامل الزقاق.
(١٤) في الأصلين: للمساكين
(١٥) في (ب) هذا الخبر.