للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في خلقان (١٦)، أخبرني ما كان سبب بيعها وأنت تأكل مع إخوتك كما يأكلون، ولم تحتج إلى نفقة، ولا عسر بك أمر؟ فقال لها: نعم، هو كما قلت، ولكن تفكرت أن عليّ أيمانا بالله تعالى وجبت (١٧) عليّ فيها الكفارة، فلم أرد أن آخذ (من) (١٨) شيء لم يؤذن لي فيه. وقميصي هي ملك لي ولا يقبل الله سبحانه إلاّ (ما كان) (١٨) طيّبا، فما رأيت شيئا طيّبا ليس لإخوتي فيه ملك ولا شركة [غيرها] (١٩) فبعتها، وكفرت الأيمان التي وجبت عليّ قبل أن أموت. ولقد شقّ عليّ غضبك، وشغل سرّك، فاجعليني في حلّ، فو الله ما أردت بفعلي [هذا] (٢٠) إلاّ مرضاة الله تعالى، فتغلغلت الدموع في عيني والدته، ثم سألته أن يجعلها في حلّ من ضربها [له] (٢١)، ففعل.

وكانت قبل ذلك تؤذيه بلسانها وتصيح عليه وتؤنبه، فلما رأت صدق نيته في طلب ما يقرّب إلى الله تعالى أمسكت عنه وعطفت عليه، ولاطفته في أموره وسارعت إلى ما يسره من الخير.

وكان (٢٢) له -رحمه الله تعالى-دعاء وكلام من الحكمة، فمن دعائه أنه كان يقول:

اللهمّ آنسني بك في الخلوة (٢٣)، واحفظ‍ عليّ أسباب العزلة، وسلّمني في المجالسة والمخالطة.

وكان يقول (٢٤):


(١٦) في اللسان (خلق): ثوب خلق: بال والجمع: خلقان وأخلاق.
(١٧) في (ق): وجب. والمثبت من (ب).
(١٨) ساقط‍ من (ب)
(١٩) زيادة يقتضيها السياق
(٢٠) زيادة من (ب)
(٢١) زيادة من (ب)
(٢٢) أورد عياض في المدارك (٣١٥: ٥) هذه الحكم ثم القطعة الشعرية ونسبها كلها لربيع لانه لم يتفطن ان سياق المالكي قد تغير من الحديث عن ربيع الى الحديث عن أخيه «محمود القطان».
(٢٣) في (ب): الحلوات.
(٢٤) قارن بالمدارك (٣١٥: ٥) ولم يورد الحكمة كاملة ووقف عند قوله: «والمتوسط‍ بينهما أجل».