للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قيل عن الحسن بن نصر انه كان لا تذكر (الدنيا في مجلسه، أقام فوق الأربعين سنة إذا دخل شهر رمضان لم يكلّم) (١٢) أحدا من الناس، ولا أهلا ولا ولدا، وإذا أراد حاجة (١٣) كتب بها ويقول: ينبغي للصائم أن لا يتكلم بما لا يحلّ له ولا ينظر إلى ما لا يحلّ له، وكان يختم في كل ليلة من شهر رمضان ختمة.

وذكر (١٤) عنه أنه قال لولده محمد: (يا بني) (١٥) اربط‍ لي حبلا في السقف لعلّي أقدر أصلّي قائما-وكان ذلك في علّته التي مات فيها-قال محمد:

فربطت له الحبل وحملناه حتى وقف على نفسه وأمسك الحبل، فغلب ولم/يستطع القيام كما كان، فبكى وقال: وا غوثاه! يا لله! حيل بيني وبين طاعة ربي. قال: فقلت له: يا أبي صلّ جالسا، وأنت تعلم أن الفرض يصلّى جالسا مع الضرورة فكيف النفل؟ فقال لي: يا بني العمر قصير والعمل (١٦) قليل، وإنما أردت أن أعمل أكثر مما عملت، فالحمد لله على ما قضى وقدّر.

قال محمد: ولما طالت بأبي العلّة قال لوالدتي: يا عائشة طالت علّتي وتولّيت منّي خيرا وتعبت معي تعبا كثيرا، وأنت في ذلك مأجورة مثابة، لا تملّي ولا تزهدي في خدمتي واصبري. فإني ما أشك أن أجلي قد قرب، فيذهب أجرك بقلّة الصبر، سمعت هاتفا يقول لي من هذا الطاق: يا حسن غداة صلاة الظهر تنفرج عنك (١٧)، فما أشك أني بالغداة أموت، فكان كذلك. رحمة الله عليه.


= تصحّف في المطبوعة الى «حمود») ابن مسلم القابسي، ونسب له رواية عن يحيى بن عمر. وقد يكون اسم أبيه «مسلم» تصحف عن محمد فيكون قمود هذا هو ابن محمد بن قمود القابسي، قاضي مدينة قابس والمذكور في طبقة اصحاب سحنون.
(١٢) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب)
(١٣) في (ب): دجاجة.
(١٤) الخبر في المدارك ٣٦٧: ٣.
(١٥) سقطت من (ب).
(١٦) في (ق): والعمر. في المرتين.
(١٧) عبارة (ق): احسن غدا صلاة الظهر يفرج عنك.