للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأمّا ورعه، فحدّث محمد ولده قال (١٨): كان أبي جالسا يوما في داره (وحوله طلبة العلم) (١٩)، حتى دخل عليه عمرون الفقيه (٢٠) -وكان من رجاله- فدفع إليه ثمن درهم وقال له: اشتر لنا بهذا حوتا من هذا السراف (٢١)، قال:

فمضى عمرون فاشتراه وجاء به إلى الدار، قال: فأخذنا الحوت وقليناه وجعلناه في بواقي (٢٢) حتى دخل الشيخ بعد صلاة المغرب/وكنّا نعمل له حريرة (٢٣) يفطر عليها، وكان يسرد الصيام، فقدّمناها إليه، فشربها. (قال) (٢٤): ثم قدّمنا له الحوت، فلما رآه استعظمه وقال، أرأيت ما فعل عمرون؟ حرمنا (٢٥) في هذه الليلة العشاء، أعطيناه ثمن درهم يشتري لنا به، فزاد من عنده واشترى هذا كله. فلما كان الغد (٢٦) جلس الشيخ في مسجده، وأتى عمرون مع سائر الناس، فقال له: يا أبا حفص أعطيناك (ثمن درهم تشتري لنا به سرافا، فاشتريت لنا بأكثر مما أعطيناك وحرمتنا (٢٥) العشاء البارحة) (٢٧)، فقال له عمرون:


(١٨) في (ب): انه قال.
(١٩) ساقط‍ من (ب)
(٢٠) هو أبو حفص عمرون بن محمد بن عمرون. فقيه من أهل سوسة، تتلمذ على الحسن بن نصر، توفي سنة ٣٨٥ وعمره مائة سنة وأربع سنين. المدارك (٣٥٧: ٤ ط‍ بيروت).
(٢١) ورد اسم هذا الحوت في (ق) مهمل حرف السين. وفي (ب) ورد مهملا في المرة الأولى واضطرب الناسخ في ضبطه في المرة الثانية بين الاعجام والاهمال ينظر التعليق رقم ٢٧.ولم يزد دوزي في معجمه ٧٤٩: ١ على القول بانه نوع من الحوت. ولعله: الجراف: وهو نوع من الحوت يعيش في البحر المتوسط‍.وكذلك ما ذكره صاحب اللسان (جوف) نوعا من الحوت سماه «الجواف والجوفي».
(٢٢) كذا في الأصلين. والاعجام لنا. والمقصود انهم جعلوه في أواني.
(٢٣) الحريرة: مهملة الحاء والراءين: دقيق يطبخ بلبن. الصحاح (حرر). وينظر تثقيف اللسان ص ٣٤١.أما الخزيرة-بخاء معجمة ثم زاي-فدقيق يطبخ بلحم مقطّع (الصحاح: خزر)، تثقيف اللسان ص ٣٤١.
(٢٤) سقطت من (ب).
(٢٥) في الأصلين: أحرمنا. وهو من استعمال العامة. ينظر في ذلك تثقيف اللسان ص: ١٥٢.
(٢٦) في الاصلين: بالغد.
(٢٧) الكلام المحصور بين قوسين كرره ناسخ (ب) مرتين بدون زيادة أو نقصان. الا انه في المرّة الثانية أعجم الحرف الاول من اسم الحوت «شرافا».وقد تقدّم رسمه في الرسم الأول بالسين المهملة في كلا الاصلين.