اليوم، وثارت إليهم جماعة، فخرج إليهم أبو محمد الحسن بن عمار، ومنع الفريقين، ولولا ذلك لعظمت الفتنة، لأن الناس كانوا غلقوا الدكاكين وعطلوا الأسواق، وقويت أنفس الشيعة بكون المعز بمصر.
وكانت مصر لا تخلو من الفتن في يوم عاشوراء عند قبر كلثم وقبر نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في الأيام الإخشيدية والكافورية، وكان سودان كافور يتعصبون على الشيعة، ويتعلق السودان في الطرق بالناس ويقولون للرجل: من خالك؟ فإن قال: معاوية أكرموه، وإن سكت لقي المكروه، وأخذت ثيابه وما معه، حتى كان كافور يوكل بأبواب الصحراء، ويمنع الناس من الخروج.
ولما جلس يعقوب بن كلس وعسلوج بن الحسن الونهاجي لعقد الضياع توفرت الأموال، وزيد في الضياع، وتكاشف الناس.
وفي صفر طيف بنحو مائتي رأس قدم بها من المغرب.
ومات ابن عم للمعز، فصلى عليه المعز، وكبر سبعا، وكبر على غيره خمسا، وهذا مذهب علي بن أبي طالب: أنه يكبر على الميت على قدر منزلته.
ومات إسحاق بن موسى طبيب المعز، فجعل موضعه أخاه إسماعيل بن موسى.
وامتنع يعقوب وعسلوج أن يأخذ في الاستخراج إلا دينارا معزيا، فاتضع الدينار الراضي وانحط، ونقص من صرفه أكثر من ربع دينار، فخسر الناس من أموالهم، وكان صرف المعزى خمسة عشر درهما ونصف.
واشتد الاستخراج، وأكد المعز فيه ليرد ما أنفقه من أمواله على مصر، لأنه قدم مصر يظن أن الأموال مجتمعة، فوجدها قد فرقتها مؤن مصر وكثرة عساكرها، وكان الذي أنفقه المعز على مصر ما لا يضبط أو يعرفه إلا هو أو خزانه.