للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعودنا في كل من مرق عن الطاعة، وانحرف عن الإيمان، وتبادر إلينا بأخبار الناحية وما يحدث فيها، ولا تخف عنا شيئا من أمرها إن شاء الله.

سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على جدي محمد رسوله، وعلى أهل بيته وسلم كثيرا.

وكانت عماله تكاتبه بمثل هذا الصدد.

وسلم القاسم بن أحمد أبو الحسين خليفة الحسن بن زكرويه فقدم سواد الكوفة إلى زكرويه بن مهرويه، فأخبره بخبر القوم الذين استخلفهم ابنه عليهم، وأنهم اضطربوا فخافهم وتركهم، فلامه زكرويه على قدومه لوما شديدا، وقال له: ألا كاتبتني قبل انصرافك إلي؟.

ووجده مع ذلك على خوف شديد من طلب السلطان ومن طلب أصحاب عبدان.

ثم إنه أعرض عن أبي الحسين، وأنفذ إلى القوم في سنة ثلاث وتسعين رجلا من أصحابه كان معلما يقال له محمد بن عبد الله بن سعيد، ويكنى بأبي غانم، فتسمى نصرا ليعمى أمره، وأمره أن يدور أحياء كلب ويدعوهم، فدار ودعاهم، فاستجاب له طوائف من الأصبغيين، ومن بني العليص، فسار بهم نحو الشام، وعامل المكتفي بالله يومئذ على دمشق والأردن أحمد بن كيغلغ، وهو بمصر في حرب ابن الخليج، فاغتنم ذلك محمد ابن عبد الله المعلم، وسار إلى بصرى وأذرعات فحارب أهلها، وسبى ذراريهم وأخذ جميع أموالهم، وقتل مقاتلنهم، وسار يريد دمشق، فخرج إليه جيش مع صالح بن الفضل خليفة أحمد بن كيغلغ، فظهروا عليه، وقتلوا عسكره، وأسروه فقتلوه، وهموا بدخول دمشق فدافعهم أهلها، فمضوا إلى طبرية، فكانت لهم وقعة على الأردن غلبوا فيها، ونهبوا طبرية، وقتلوا وسبوا النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>