للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقام أبو جعفر وقبل الأرض هو وجماعة من في المجلس، وشكروه على قوله.

ثم خرج تابوت عبد الله، وحوله أهل الكوفة بالصراخ والبكاء، فصلى عليه المعز، ودخل معه حتى واراه في القصر.

وفي جمادى الآخرة ورد الخبر بموت عبد الله أخي مسلم بظاهر البصرة كما تقدم، وبموت المطيع ببغداد، وأن موته كان في المحرم، وأن ابنه الطائع سمه، وأن فتنة وقعت ببغداد بين الترك والديلم، وبين الرعية والشيعة، وغلا السعر، ونهبت الأسواق والدور، وأن أبا تغلب بن حمدان رحل إلى بغداد متوسطاً بين الطائع وبختيار.

وفيه سار نصير الخادم الصقلبي عبد المعز إلى الشام في عسكر كثير، ودخل بيروت.

وفي أول رجب أصلح جسر القسطاط، ومنع الناس من ركوبه، وقد كان أقام ستين معطلاً.

وركب المعز إلى المقس، وسار على شط النيل، ومعه أبو طاهر القاضي يحدثه، حتى عبر الجسر إلى الجزيرة، فمضى إلى المختار.

وفيه وردت رؤوس من المغرب عدتها ثلاثة آلاف، فطيف بها، وذلك أن خلف بن جبر صعد في بني هواس إلى قلعه منيعة، فاجتمع عليه كثير من البربر، فزحف إليه يوسف ابن زيرى، فكانت بينه وبينهم حروب عظيمة قتل فيها خلائق كثيرة حتى أخذ القلعة في عاشر شعبان، ففر خلف، وقتل بها آلافاً كثيرة، بعث منها سبعة آلاف رأس إلى القيروان، فطيف بها، ثم حمل منها إلى مصر ما ذكر.

وفيه وقع الجدري في كثير من الناس، وأقام شهوراً.

وكانت وقعة مع الروم بطرابلس.

وفي شعبان وصل أفتكين بعسكر من الأتراك إلى دمشق، وورد كتابه على المعز وهو يستأذن في المسير، فشاور المعز أبا جعفر مسلم، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>