للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابه، فالتجئوا بحلب، وصار فى نحو الألف، فنازله القرامطة، فلم يقدروا منه على شيء فانصرفوا.

وجمع الحسن بن زكرويه بن مهرويه أصحابه، وسار بهم إلى حمص، فخطب له على منابرها.

ثم سار إلى حماة والمعرة، فقتل الرجال والنساء والأطفال، ورجع إلى بعلبك فقتل عامة أهلها.

ثم سار إلى سلمية فحارب أهلها وامتنعوا منه فأمّنهم، ودخلها فبدأ بمن فيها من بنى هاشم - وكانوا جماعة - فقتلهم.

ثم كرّ على أهلها فقتلهم أجمعين، وخرّبها، وخرج عنها وما بها عين تطرف، فلم يمر بقرية إلا أخربها، ولم يدع فيها أحدا، فخرّب البلاد وقتل الناس، ولم يقاومه أحد، وفنيت رجال طغج (١)، وبقى فى عدة يسيرة، فكانت القرامطة تقصد دمشق فلا يقاتلهم إلا العامة وقد أشرفوا على الهلكة، فكثر الضجيج ببغداد، واجتمعت العامة إلى يوسف بن يعقوب القاضى، وسألوه إنهاء الخبر إلى السلطان.

ووردت الكتب من مصر إلى المكتفى بخبر قتل عسكرهم الذى خرج إلى الشام بيد القرامطة، وخراب الشام، فأمر المكتفى الجيش بالاستعداد، وخرج إلى مضربه فى القواد والجند لاثنتى عشرة خلت من رمضان، ومضى نحو الرقّة بالجيوش حتى نزلها، وانبثت الجيوش بين حلب وحمص، وقلّد محمد بن سليمان حرب الحسن بن زكرويه، واختار له جيشا كثيفا - وكان صاحب ديوان العطاء -.

وعارض الجيش فسار إليهم والتقاهم لست خلون من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين بموضع بينه وبين حماة اثنا عشر ميلا، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى حجز الليل بينهم، وقتل عامة رجال القرامطة فولوا مدبرين.


(١) هذا اللفظ غير موجود فى (ج).