للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيراً، وأخذ جيش أسيراً، فبعث به أفتكين إلى الروم وهو مقيم على عين الجر ينتظر المال.

وجبى له أفتكين من دمشق ثلاثين ألف دينار بالعنف، ورحل فنزل على بيروت وبها نصير الخادم من قبل المعز، فلم يزول الرومي يراسل أهل بيروت: إني لا أريد خراب بلدكم، وإنما أريد أن تسلموا إلي هذا الخادم ومن معه، وأجعل عندكم من قبلي من يدفع عن بلدكم.

حتى خرج إليه نصير ومن معه، فأخذهم، وولى على بيروت من قبله شخصا في مائتي رجل.

وسار فنزل على طرابلس وفيها ريان الخادم الذي كان على دمشق في خلق من المغاربة، فقاتلوه أشد قتال.

ونزل بالرومى مرض فرحل إلى بلده، وهلك في الطريق.

وتمكن أفتكين من دمشق، فأنفذ شبل بن معروف العقيلي إلى طبرية، ففر عنها أبو محمود بمن معه إلى الرملة.

وقدمت جيوش المعز، وفيها كثر مخافتهم العرب، واقتتلوا بجوار بيت المقدس مع العرب، فظهر العرب عليهم وهزموهم، وقتلوا كثيراً منهم وسيروا عدة منهم إلى دمشق، فطيف بهم في الأسواق على الجمال، وملأوا بهم الحبوس، فأقاموا في ضر، ثم ضربوا أعناقهم؛ وكان مع ذلك أفتكين طوال مقامه بدمشق يكاتب القرامطة ويكاتبونه.

وركب المعز يوم عيد الفطر، فصلى وخطب على رسمه المعتاد، وورد عليه الخبر بوقعة ريان بالرومى وهزيمة الروم وقد أسر ريان منهم وقتل وغنم فسر المعز بذلك وتصدق، ودخل الناس عليه فهنأوه، وقال الشعراء في ذلك، وفي خلع المطيع شعراً كثيراً.

وبعث إلى الحجاز بالأموال والنفقة وكسوة الكعبة.

ووردت رؤوس من المغرب فطيف بها.

وقدم إليه من المغرب ماء للشرب من العين التي أجراها.

وأنفذ رسولا إلى القرامطة برسالة إلى الأحساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>