للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمشارقة، ويوم الخميس لسائر الناس كافة؛ وأن يتجنبوا لقاء أمير المؤمنين ليلاً ونهاراً بالرقاع، فما يتعلق بالمظالم فإلى ولي العهد، وما يتعلق بالدعاوى فإلى قاضي القضاة، وما استصعب من ذلك ينتهي إلى أمير المؤمنين.

وفي سابع عشره تقلد أبو العباس فضل بن جعفر بن الفرات الوساطة، ولم يخلع عليه؛ فجلس ووقع، ثم قتل في اليوم الخامس من جلوسه.

وتشدد الأمر في منع النساء من الخروج في الطرقات ومن التطلع في الطيقان، بأسرهن، شبابهن وعجائزهن. ومنع مؤذنو القصر وجامع القاهرة من قولهم بعد الأذان: السلام على أمير المؤمنين، وأن يقولوا بعد الأذان: السلام من الله.

وفيه غلب بنو قرة على الإسكندرية وأعمالهما. وأقطع القاضي ابن أبي العوام ناحية تلبانة عدي. وأكثر الحاكم فيه من الركوب، فركب في يوم واحد ست مرات، تارة على فرس، وأخرى على حمار، ومرة في محفة تحمل على الأعناق، ومرة في عشارى في النيل بشاشية لا عمامة عليها. وأكثر من إقطاع الإقطاعات للجند وعبيد الشراء. واستمر على مواصلة الركوب إلى ليلة النحر قرب العشاء، وشق البلد والطرادون يفرقون الناس عنه. وصلى ولي العهد صلاة عيد النحر، ولم يضح بشيء؛ ونهى الناس عن ذبح البقر.

وفيه قلد ذو الرياستين قطب الدولة أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح الوساطة والسفارة. وفيها بعث نصير الدولة أبو مناد باديس من إفريقية هدية عظيمة إلى الغاية للحاكم بأمر الله، فوصلت إلى مدينة برقة لأربع عشرة بقيت من رجب، وسارت منها في

<<  <  ج: ص:  >  >>