قال: أتحلمون السلاح؟ قالوا: هو شغلنا ولم يزل يتعرف أحوالهم حتى وصلوا إلى مصر، فلما أراد وداعهم قالوا له: أي شيء تطلب بمصر؟ قال: أطلب التعليم بها قالوا: إذا كنت تقصد هذا، فبلادنا أنفع لك، ونحن أعرف بحقك ولم يزالوا به حتى أجابهم إلى المسير معهم.
فلما قاربوا بلادهم رجال من الشيعة فأخبروهم بخبره، فرغبوا في نزوله عندهم، وأقرعوا فيمن يضيفه منهم.
ثم ارتحلوا حتى وصلوا إلى أرض كتامة منتصف ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين، فسأله قوم أن ينزل عندهم حتى يقاتلوا دونه، فقال لهم: أين يكون فج الأخيار؟ فعجبوا من ذلك، ولم يكونوا ذكروه له، فقالوا له: عند بني سليمان.
فقال: إليه نقصد، ثم نأتي كل قوم منكم في ديارهم، ونزورهم في بيوتهم فأرضى بذلك الجميع.