عشر ذي القعدة. فأول ما بدأ به أنه أحاط بالحافظ وسجنه في خزانة فيما بين الإيوان وباب العيد. ويقال إن رضوان بن ولخشي دخل إليه وقيده؛ فقال له الحافظ: أنت فحل الأمراء. فنعت بذلك.
وتمكن أبو علي واستولى على جميع ما في القصر من الأموال والذخائر، وحمل الجميع إلى دار الوزارة بعد أن فرق أكثر ما كان الآمر جمعه من الغلال في الناس على سبيل الإنعام. وكان السعر غاليا، يباع القمح بنحو الدينار كل إردب، فأراد أبو علي أن يحسن سمعته، فأمر أن تفتح المخازن وأطلق أكثر ما كان فيها، وكانت مئي ألوف أرادب. ورد على الناس الأموال التي فضلت في بيت المال من مال المصادرة التي كان قد أخذها الآمر في أيام مباشرة الراهب وما كتبت به الخطوط قبل ذلك؛ وكان الذي وجد خمسين ألف دينار. فاستبشر الناس به وفرحوا فرحاً ما ثبتت منه عقولهم، وضجوا بالدعاء له في سائر أعمال الديار المصرية؛ وأعلنوا بذكر معايب الآمر ومثالبه، وأقطع الحجرية البلاد، وظهر فرح الناس وابتهاجهم.
وأكرم بزغش العادل الذي أشار عليه بالخروج من القصر إكراماً كثيرا. وكانت قد ضربت ألواح على عدة أملاك في أيام الآمر فأعيدت إلى أربابها.
وكان إماميا متشدداً، فالتفت عليه الإمامية ولعبوا به حتى أظهر المذهب الإمامي، وتزايد الأمر فيه إلى التأذين فانفعل بهم، وحسنوا له الدعوة للقائم المنتظر، فضرب الدراهم