للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجلسك ووزارتي بوصية خليفة قبلك، فاتركني أخرج لهؤلاء الفعلة الصنعة. فقال: لا سبيل لفتح باب القصر في مثل هذا الوقت، وقد فعلنا في أمرك ما رتب لك، وهذه الخلع عليك؛ ولكن قد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: لا رأى لمن لا يطاع.

واشتد الأمر وكثر تموير العسكر. فقيل لابن شاهنشاه: قد أجبتم إلى وزارة أبي علي وما نحن له كارهون. فأعاد ذلك على رضوان وأصحابه، فقالوا: قل له يسلم لنا هزار الملوك. فامتنع من ذلك وقد تكاثر القوم على سور القصر وعزموا على طلب المذكور ولا بد. فقال الحافظ له. قم واحتجب في مكان عسى ندبر في قضيتك أمراً نصرف به هذا الجمع عنا وعنك.

فنزعت الخلع عنه وأحيط به، فصار إلى مكان قتل فيه قتلةً مستورة وألقيت رأسه إلى القوم فسكنوا.

واستدعي بالخلع لأبي علي، فأفيضت عليه في يوم الأربعاء خامسه، وركب إلى دار الوزارة والجماعة مشاة في ركابه. فكانت وزارة هزار الملك نصف يوم بغير تصرف. وكان قد اصطفاه الآمر لنفسه هو وبزغش قبل موته بمدة ورد له المظالم والنظر في أحوال الجند، وهو نوع من الوزارة؛ وكان ينعت بالأفضل.

ووقع النهب في القاهرة من باب الفتوح إلى باب زويلة، ونهبت القيسارية وكان فيها أكثب ما يملكه أهل القاهرة لأنها كانت مخزنهم، ومذ بنيت لم يكن فيها أمر يكره، فكان هذا أول حادث حدث على القاهرة من النهب والطمع.

وطيف برأس هزار الملوك على رمح. واستقرت الوزارة لأبي علي أحمد بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي، وكان يلقب بكتيفات، في يوم الخميس سادس

<<  <  ج: ص:  >  >>