وغيره، فسار إلى تاهرت، وحارب قوماً، وافتتح مدنا، ونهب وأحرق، وسار إلى فارس فنازلها مدة، وسار إلى سجلماسة، وقد قام بها رجل وتلقب بالشاكر لله، وخوطب بأمير المؤمنين، ففر من جوهر فتبعه حتى أخذه أسيراً.
ومضى جوهر إلى البحر المحيط، فأمر أن يصاد من سمكه، وبعثه في قلال الماء إلى المعز، وسلك ما هنالك من البلاد فافتتحها، ثم عاد فقاتل أهل فاس حتى افتتحها عنوة، وقبض على صاحبها، وجعله مع صاحب سجلماسة في قفصين، وحملهما إلى المعز بالمهدية، وعاد في أخريات السنة.
وفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة كان إعذار المعز لدين الله الأمراء بنيه: عبد الله، وتزار، وعقيل؛ فحين عزم على طهورهم كاتب عماله وولاته من لدن برقة إلى أقصى سجلماسة، وما بين ذلك، وما حوته مملكته إلى جزيرة صقلية وما والاها، في حضر وبدو، وبحر وبر، وسهل وجبل، بطهور من وجد من أولاد سائر الخلق، حرهم وعبدهم، وأبيضهم وأسودهم، ودنيئهم وشريفهم، ومليهم وذميهم، الذين حوتهم مملكته، لمدة شهر، وتوعد على ترك ذلك، وأمرهم بالقيام بجميع نفقاتهم وكسوتهم، وما يصلح أحوالهم من مطعم ومشرب وملبس وطيب وغيره بمقدار رتبهم وأحوالهم، فكان من جملة المنفق في ذلك مما حمل إلى جزيرة صقلية وحدها من المال سوى الخلع والثياب خمسون حملاً من الدنانير، كل حمل عشرة آلاف دينار، ومثل ذلك إلى كل عامل من عمال مملكته ليفرقه على أهل عمله.
وابتدىء بالختان في مستهل ربيع الأول منها، فكان المعز يطهر في اليوم من أيام الشهر