للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحضرته اثنا عشر ألف صبي وفوقها ودونها، وختن من أهل صقلية وحدها خمسة عشر ألف صبي، وكان وزن خرق الأكياس المفرغة مما أنفق في هذا الإعذار مائة وسبعين قنطارا بالبغدادي.

واستدعى المعز وهو بالمنصورية في يوم شات باردة الريح عدة شيوخ من شيوخ كتامة، وأمر بادخالهم إليه من غير الباب الذي جرى الرسم به، فإذا هو في مجلس مربع كبير مفروش باللبود على مطارح، وحوله كساء، وعليه جبة، وحواليه أبواب مفتحة تفضى إلى خزائن كتب، وبين يديه مرفع ودواة، وكتب حواليه، فقال: يا إخواننا: أصبحت اليوم في مثل هذا الشتاء والبرد، فقلت لأم الأمراء وإنها الآن بحيث تسمع كلامي: أترى إخواننا يظنون أنا في مثل هذا اليوم نأكل ونشرب ونتقلب في المثقل والديباج والحرير والفنك والسمور والمسك والخمر والغناء كما يفعل أرباب الدنيا؟! ثم رأيت أن أنفذ إليكم فأحضركم لتشاهدوا حالي إذا خلوت دونكم واحتجبت عنكم، وأني لا أفضلكم في أحوالكم إلا فيما لا بد لي منه من دنياكم، وبما خصني الله به من إمامتكم، وأني مشغول بكتب ترد على من المشرق والمغرب أجيب عنها بخطى، وأني لا أشتغل بشيء من ملاذ الدنيا إلا بما صان أرواحكم، وعمر بلادكم، وأذل أعداءكم، وقمع أضدادكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>