للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسماسرة البغى والباطل، نفق البهرج (١) والزائف، والناقد البصير قسطاس نظره، وميزان بحثه وملتمسه» (٢).

قال (أى ابن خلدون):

«وكان الإسماعيلية من الشيعة يذهبون إلى أن الإمام من ولد جعفر الصادق هو إسماعيل ابنه من بعده، وأن الإمام بعده ابنه محمد المكتوم، وبعده ابنه جعفر المصدق، وبعده ابنه محمد الحبيب، وكانوا أهل غلو فى دعاويهم فى هؤلاء الأئمة.

وكان محمد بن جعفر هذا يؤمل ظهور أمره والظفر بدولته.

وكان باليمن من هذا المذهب كثير بعدن فى قوم يعرفون ببنى موسى؛ وكذلك كان بإفريقية من لدن جعفر الصادق بمرماجنة، وفى كتامة، وفى نفزة (٣) وسماتة، تلقوا ذلك من الحلوانى (٤) وابن بكار (٥) - داعيتى جعفر الصادق -، وقدم على جعفر بن محمد - والد عبيد الله -


(١) البهرج الباطل أو الردئ أو الزائف، وأكثر ما يوصف به الدرهم الذى فضته رديئة، أو الدينار الذى ذهبه ردئ. انظر: (المقريزى: اغاثة الأمة بكشف الغمة، ص ٦٢، حاشية ١، ص ٦٧، حاشية ٣).
(٢) الى هنا ينتهى ما نقله المقريزى عن مقدمة ابن خلدون، ثم ينقل بعد ذلك عن تاريخه مع اختلاف فى النصين ايجازا واضافة، انظر: (تاريخ ابن خلدون، ج ٤، ص ٣١ - ٣٣، ج ٣، ص ٣٦٠ - ٣٦١).
(٣) قال (ياقوت فى معجم البلدان) «انها مدينة بالمغرب بالأندلس»، وفى (الحميرى: الروض المعطار، ص ٩) ما يفيد أن نفزة ليست بالأندلس، وانما على الشاطئ المقابل لها فى المغرب الأقصى.
(٤) المتواتر هنا وفى المراجع المختلفة أن الداعيتين اللذين أرسلا الى المغرب هما الحلوانى وأبو سفيان، ولم أجد فى غير هذا المكان ذكرا لابن بكار هذا، ولعل هذه كنية أخرى لأبى سفيان.
(٥) توجد بالهامش فى النسختين فقرة ايضاحية، هذا نصها:
«كان بعث أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق بأبى سفين (كذا) وبالحلوانى الى المغرب فى سنة خمس وأربعين ومائة، وأمرهما أن يبسطا علم الأئمة، ولا يتجاوزا افريقية، ثم يفترقان فينزل كل واحد منهما ناحية، فامتثلا ذلك، وكان الحلوانى يقول: بعثت أنا وأبو سفين، فقيل لنا: اذهبا الى المغرب فانكما تأتيان أرضا بورا، فاحرثاها وكرماها وذللاها، الى أن يأتيها صاحب البذر فيجدها مذللة فيبذر حبه فيها، وكان بين دخولهما المغرب ودخول صاحب البذر - وهو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن زكريا - مائة وخمس وثلاثون سنة» انظر ما فات هنا ص ٤٠، هامش ٢.