وكانت جملتها أربعة وعشرين ألف ألف دينار، وذلك في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، فأنفقها أجمع على العساكر التي سيرها إلى مصر في سنتي ثمان وتسع وخمسين مع القائد جوهر.
وكان رحيله في رابع عشر ربيع الأول منها، ومعه ألف حمل مال، ومن السلاح والخيل والعدد ما لا يوصف، فقدم جوهر إلى مصر، ووصلت البشارة بفتحها في نصف رمضان سنة ثمان وخمسين، فسر المعز سرورا كثيراً وأنشده ابن هانىء قصيدة أولها:
يقول بنو العباس: هل فتحت مصر؟ ... فقل لبني العباس: قد قضي الأمر
ولما وصلت البشارة من الشام بكسر عسكر أبي عبد الله الحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالأعصم أنشده ابن هانىء قصيدة منها:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار، ... فاحكم فأنت الواحد القّهار
وأنشد أيضاً أخرى أولها:
وعلى أمير المؤمنين مظلّةٌ ... زاحمت تحت لوائها جبريلا
وفي سنتي ستين وإحدى وستين قال: ولقد وصلنا إلى برقة ومعنا خمسون ألف دينار.
ولما أنفذ جوهر إلى مصر، وبرز يريد المسير إلى مصر، بعث المعز خفيفاً الصقلبي صاحب الستر إلى شيوخ كتامة، يقول: