للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى في كتابه بنفي تساوي بعض الأجسام وتماثلها، كما أخبر بنفي ذلك عن بعض الأعراض فقال الله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات} فاطر ١٩ - ٢٢.

وقال تعالى {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} الزمر ٩.

وقال تعالى {ليسوا سواء} آل عمران ١١٣.

وقال تعالى: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة} الحشر ٢٠ وقال تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} محمد ٣٨، فنفى أن يكون بعض الأجسام مثلا أو مساوياً لغيره.

وإذا قيل: إن الأجسام اختلفت بما عرض لها من الأعراض.

قيل: من الأعراض ما يكون لازماً لنوع الجسم، أو للجسم المعين، كما يلزم الحيوان أنه حساس متحرك بالإرادة، ويلزم الإنسان انه ناطق، وكما يلزم الإنسان المعين ما يخصه من إحساسه وقوة تحركه بالإرادة ونطقه، وغير ذلك من الأمور المعينة التي لا يشركه في عينها غيره، فهذا لا يجوز أن يكون عارضاً له، إذ هو لازم له.

وما يعقل جسم مجرد عن جميع هذه الصفات عرضت له بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>