ما كتبه أنهم صائرون إليه، قد يعملون قبل ذلك غيره، وأن من ابتدأه على الضلالة، أي كتبه أنه يموت ضالاً، فقد يكون قبل ذلك عاملاً بعمل أهل الهدى، وحينئذ من ولد على الفطرة السليمة المقتضية للهدى، لا يمتنع أن يعرض لها ما يغيرها، فيصير إلى ما سبق به القدر لها.
كما في الحديث الصحيح:«إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يصير بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار، وإن أحدكم ليعلم بعمل أهل النار، حتى ما يصير بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة» .
ولهذا قال محمد بن كعب: إن جميع الذرية أقروا له بالإيمان والمعرفة، فأثبت هذا وهذا، إذ لامنافاة بينهما.
ثم روى ابن عبد البر بإسناده (عن سعيد بن جبير في قوله:{كما بدأكم تعودون} ، قال: كما كتب عليكم تكونون.
[تعليق ابن تيمية]
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد:{كما بدأكم تعودون} ، قال: شقي وسعيداً.
وقال غيره عن مجاهد:{كما بدأكم تعودون} ، قال: يبعث المسلم مسلماً والكافر كافراً.