قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره المشهور يقول: فسدد وجهك نحو الوجه الذي وجهك الله يا محمد لطاعته، وهي الدين حنيفاً.
يقول: مستقيماً لدينه وطاعته.
فطرة الله التي فطر الناس عليها، يقول: صنعة الله التي خلق الناس عليها، ونصب فطرة على المصدر من معنى قوله:{فأقم وجهك للدين حنيفا} وذلك أن معنى ذلك: فطر الله الناس على ذلك فطرة) .
قال:(وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) .
وروي (عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله:{فطرة الله التي فطر الناس عليها} ، قال: الإسلام، فمنذ خلقهم الله من آدم جميعاً يقرون بذلك.
وقرأ:{وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} .
فهذا قول الله، كان الناس أمة واحدة يومئذ، فبعث الله النبيين بعد) .