وحقيقة المسألة: أن المعرفة منها ما يحصل بالعقل، ومنها ما لا يعرف إلا بالشرع.
فالإقرار الفطري: كالإقرار الذي أخبر الله به عن الكفار، قد يحصل بالعقل، كقوله تعالى:{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} .
وأما ما في القلوب من الإيمان المشار إليه في قوله تعالى:{ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا} فلا يحصل إلا بالوحي، كما في قوله:{قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي} .
ومما يتعلق بهذه المسألة الكلام فيما يلهمه الله تعالى المؤمنين من الإيمان، كقوله تعالى:{وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي} .
وقوله:{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} ، وقوله:{أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} .
وقوله:{الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} إلى قوله: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} .