للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علموا أنه ليس له شيء يقع عليه اسم الشيء إلا وله حد وغاية وصفة، وأن (لا شيء) ليس له حد ولا غاية ولا صفة، فالشيء أبدا موصوف لا محالة، ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية، وقولك: لا حد له يعني أنه لا شيء.

قال أبو سعيد: والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز أن يتوهم لحده غاية في نفسه، ولكن نؤمن بالحد، ونكل علم ذلك إلى الله، ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سمواته، فهذان حدان اثنان.

وسئل عبد الله بن المبارك، بم نعرف ربنا؟ قال: بأنه على عرشه بائن من خلقه.

قيل: بحد؟ قال: بحد.

حدثناه الحسن بن الصباح البزار عن علي بن الحسين بن شقيق عن ابن المبارك.

فمن ادعى أنه ليس لله حد فقد رد القرآن، وادعى أنه لا شيء، لأن الله وصفة حد مكانه في مواضع كثيرة، من كتابه فقال: {الرحمن على العرش استوى} (طه: ٥) {أأمنتم من في السماء} (الملك: ١٦) {إني متوفيك ورافعك إلي} (آل عمران: ٥٥) {يخافون ربهم من فوقهم} (النحل: ٥٠) {إليه يصعد الكلم الطيب} (فاطر: ١٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>