للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله المتكلم بالقرآن، فأضفتموه إلى الله، فهذا أجور الجور وأكذب الكذب: أن تضيفوا كلام المخلوق إلى الخالق، ولو لم يكن كفراً كان كذباً بلا شك فيه، فكيف وهو كفر لا شك فيه؟ لا يجوز لمخلوق يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعي الربوبية ويدعوا الخلق إلى عبادته فيقول: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} (طه: ١٤) و {إني أنا ربك} (طه: ١٢) .

{وأنا اخترتك} (طه: ١٣) ، {واصطنعتك لنفسي * اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري} (طه: ٤١ - ٤٢) {إنني معكما أسمع وأرى} (طه: ٤٦) ، {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات: ٥٦) .

{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم} (يس: ٦٠ - ٦١) قد علم الخلق - إلا من أضله الله - أنه لا يجوز لأحد أن يقول هذا وما أشبهه ويدعيه غير الخالق، بل القائل به والداعي إلى عبادة غير الله كافر كفرعون الذي قال: {أنا ربكم الأعلى} (النازعات: ٢٤) ، والمجيب له والمؤمن بدعواه أكفر وأكذب.

وإن قلتم: تكلم به مخلوق فأضفناه إلى الله، لأن الخلق كلهم

<<  <  ج: ص:  >  >>