وكلاماً وأمراً، وأن أمره غير خلقه، بل هو أزلي قديم بقدمه.
كما ورد القرآن بذلك في قوله تعالى:{ألا له الخلق والأمر}(الأعراف: ٥٤) وقوله تعالى: {لله الأمر من قبل ومن بعد}(الروم: ٤) وقوله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}(النحل: ٤٠) فالكائنات كلها إنما تتكون بقوله وأمره، وقوله تعالى:{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}(يس: ٨٢) ، وقوله تعالى:{وإذ قال ربك}(البقرة: ٣٠) ، {وإذ قلنا للملائكة}(البقرة: ٣٤) ، {قال الله}(المائدة: ١١٥) ، فالقول قد ور في السمع مضافاً إلى الله أخص من إضافة الخلق، فإن المخلوق لا ينسب إلى الله تعالى إلا من جهة واحدة وهي الخلق والإبداع، والأمر ينسب إليه لا على تلك النسبة، وإلا فيرتفع الفرق بين الخلق والأمر، والخلقيات والأمريات.
قالوا: ومن جهة العقل: العاقل يجد فرقاً ضرورياً بين (قال) و (فعل) وبين (أمر) و (خلق) .
ولو كان القول فعلا كسائر الأفعال بطل الفرق الضروري، فثبت أن القول غير الفعل، وهو قبل