للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما من السنة: فأحاديث كثيرة منها: حديث جابر في مسلم (١١١٧)، وأنس - رضي الله عنهما -، في "الصحيحين" (١)، ومعناهما متقارب: كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم.

وحديث حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه -، أنه قال: يا رسول الله، إني أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هي رخصة من الله؛ فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه»، أخرجه مسلم.

وجاءت الرخصة في ذلك أيضًا من حديث ابن عباس، وأبي سعيد، وعائشة، وأبي الدرداء وغيرهم - رضي الله عنهم -، وكلها في "الصحيح". (٢)

وأما الإجماع: فقد نقل النووي، وابن قدامة الإجماع على ذلك في الجملة.

انظر: "المغني" (٣/ ١٢)، "المجموع" (٦/ ٢٦١)، "مجموع الفتاوى" (٢٥/ ٢٠٩).

[مسألة: هل تشمل الرخصة سفر المعصية أم لا؟]

ذهب مالك، والشافعي، وأحمد إلى أن الرخصة لا تشمل سفر المعصية.

وذهب أبو حنيفة، وأبو سليمان داود الظاهري إلى أنها تشمل سفر المعصية، ورجح ذلك ابن حزم، ثم قال: وبرهان صحة قولنا قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، فَعَمَّ تعالى الأسفار كلها، ولم يخص


(١) أخرجه البخاري برقم (١٩٤٧)، ومسلم برقم (١١١٨).
(٢) انظر "البخاري" رقم (١٩٤٤) (١٩٤٣) (١٩٤٥)، ومسلم (١١١٣) (١١١٦) (١١٢١) (١١٢٢)، وحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - انفرد به مسلم.

<<  <   >  >>