الثاني: قول الإمام مالك - رحمه الله -، وهو أنه لا يفطر بالسعوط إلا إذا نزل إلى حلقه، وهو ظاهر ترجيح الإمام ابن عثيمين، والعلامة ابن باز، وعزا هذا القول الحافظ إلى مالك، والشافعي رحمهم الله.
الثالث: أنه لابأس به للصائم، وهو قول النخعي، وابن حزم.
والراجح -والله أعلم- هو القول الثاني؛ لحديث لَقيط بن صَبِرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا»(١)، ولا يعلم لهذا علة إلا أن المبالغة تكون سببًا لوصول الماء إلى المعدة، والله أعلم.
انظر:"المغني"(٣/ ١٦)، "المجموع"(٦/ ٣١٣)، "كتاب الصيام"(١/ ٣٨٥)، "المحلى"(٧٥٣)، "الفتح" [باب (٢٨) من كتاب الصيام]، "الشرح الممتع"(٦/ ٣٧٩)، "فتاوى رمضان"(٢/ ٥١١).
[مسألة: احتقان الصائم؟]
الاحتقان هو: إدخال الأدوية عن طريق الدبر، وهو معروف ولا يزال يُعمل.
فالمشهور من مذهب أحمد، والشافعي، وعزاه النووي للجمهور -يعني جمهور أصحابه- أنها تفطر؛ لأنها تصل إلى شيء مجوف في الإنسان، وهو الأمعاء فتكون مفطرة، سواء وصلت إلى المعدة أم لا.
وذهب ابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رواية عن مالك، وهو ترجيح