ذكروا أسبابًا كثيرة منها: لأن الله يُقدِّر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة، ويدل على ذلك قوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان:٤].
ومنها: أنها إنما سميت بذلك؛ لعظمها، وقدرها، وشرفها، من قولهم:(لفلانٍ قدرٌ)، أي: شرف، ومنزلة.
وقيل: سميت بذلك؛ لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا، وثوابًا جزيلًا.
وهناك أقوال أخرى، انظر:"تفسير الطبري" سورة القدر، "الفتح"(٢٠١٤).
[مسألة: هل ليلة القدر باقية أم رفعت؟]
الصحيح الذي عليه الأدلة المتكاثرة أنها باقية، وأما ما جاء في "البخاري"(٤٩)، من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، وفي "مسلم"(١١٦٧)(٢١٧)، من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -، ومن حديث الفلتان بن عاصم - رضي الله عنه - عند البزار، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يخبرهم بليلة القدر، فرأى رجلين يختصمان فحجز بينهما، وقال:«خرجت لأخبركم بليلة القدر، فَتَلَاحى فلان وفلان فَرُفِعت»، فالمراد رفع تعيينها، وقد وجد خلاف شاذٌ لا يعبأ به.
فقد قال الإمام النووي - رحمه الله -: وهذا القول الذي اخترعه هؤلاء الشاذون