للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث ضعيف، في إسناده الحارث الأعور، وهو متروك.

وقد استدل بعض أهل العلم بالحديث المتقدم على استحباب الذهاب إلى المصلَّى مشيًا، وأن لا يُركب إلا من عذرٍ، أو حاجة، قال الترمذي عقب حديث الباب: والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يُخْرَجَ إلى العيد ماشيًا. اهـ.

قلتُ: الحديث ضعيف، ولكن يدل على استحباب المشي قوله - صلى الله عليه وسلم -: «دِيَارَكُم تُكتَبُ آثَارُكُم» أخرجه مسلم (٦٦٥) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، وقوله: «كُلُّ خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة» متفق عليه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، والله أعلم.

وانظر: "المغني" (٣/ ٢٦٢)، "الأوسط" (٤/ ٢٦٣).

مسألة: أين تُصلَّى صلاة العيد؟

أخرج أبو داود (١١٦٠) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ العِيدِ فِي المَسْجِدِ. وهو ضعيف، في إسناده عيسى بن عبد الأعلى الفروي، وهو مجهول، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب، وهو مجهول الحال.

ولكن دلت أدلة الشرع الواردة في رفع الحرج على أن صلاة العيد تُصلَّى في المسجد إذا احتيج إلى ذلك من مطرٍ، أو بردٍ شديد ونحوه.

وحديث الباب، وإن كان ضعيفًا؛ فيغني عنه قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:٧٨]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الدين يسر».

<<  <   >  >>