ويستفاد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - المتقدم في المسألة السابقة استحباب صيام التاسع مع العاشر؛ مخالفة لليهود، وقد استحبه جمهور العلماء، ومنهم: الشافعي، وأحمد رحمة الله عليهما.
أخرج أحمد في "مسنده"(٢١٥٤)، وسعيد بن منصور في "سننه" كما في "اقتضاء الصراط المستقيم"(١/ ٤١٦ - ٤١٧)، من طريق: ابن أبي ليلى، عن داود ابن علي، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا، وبعده يومًا».
وهذا إسنادٌ ضعيف؛ لضعف ابن أبي ليلى، وداود بن علي.
وقد استحب الحنفية، والشافعية صوم الحادي عشر؛ إن لم يصم التاسع، بل نص الشافعي، وبعض المالكية على استحباب صوم الثلاثة الأيام.
قال أبو عبد الله: الحديث ضعيف، وعليه فالذي يُستحبُّ صومه مع العاشر هو اليوم التاسع، ويؤيد ذلك أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أُخْبِر بصوم اليهود لم يقل (سأصوم غدًا الحادي عشر)، وإنما قال:«لئن بقيت إلى قابل؛ لأصومن التاسع».
ولكن إذا أشكل وقت دخول الشهر؛ صام الإنسان ثلاثة أيام كما أفتى بذلك ابن سيرين، والإمام أحمد رحمهما الله.