فهذا الحديث يدل على أن ذلك كان محرَّمًا عقب النوم، وأما تحريمه عقب صلاة العشاء، فقد ثبت ذلك من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، بإسنادٍ صحيح. أخرجه ابن جرير كما في "الدر المنثور"، وكما في "تفسير ابن كثير"[آية:١٨٧] من سورة البقرة.
وأخرجه أبو داود (٢٣١٣)، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، وفي إسناده: علي بن حسين بن واقد، وفيه ضعفٌ، وله طريق أخرى عند ابن جرير (٢/ ٩٦) من طريق: عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، به، وهذا السند ضعيفٌ؛ لضعف عبد الله بن صالح؛ ولانقطاعه بين علي بن أبي طلحة، وابن عباس، وهو يزيد الحديث قوَّةً.
انظر:"الفتح"(١٩١٥)، "شرح المهذب"(٦/ ٢٥١).
[مسألة: سبب تسمية رمضان بهذا الاسم؟]
قيل: لأنه يَرْمَض الذنوب، أي: يحرقها، أو يهلكها.
وقيل: لارْتِمَاض الناس فيه من حر الجوع، ومقاساة الشدة.
وقيل: لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رَمَضِ الحر؛ فَسُمِّيَ بذلك.