للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجابوا عن الجمهور بما يلي:

١) قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما -: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَه} شاذَّة (١)، خلاف القراءة المتواترة.

قال ابن عبد البر - رحمه الله -: قوله تعالى: {يُطِيقُونَهُ} هو الثابت بين لَوْحي المصحف المجمع عليه، وهي القراءة الصحيحة التي يقطع بصحتها ويقطع الفرد بمجيئها. اهـ

وقولهم: إن قوله تعالى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}، معناها: (يطيقونه بمشقة)، لا يستقيم مع ما تقدم في حديث سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - في "الصحيحين"؛ فإن ظاهره العموم في إباحة الفطر على من وجد المشقة أو لم يجدها، وأيضًا فإن محل النزاع في العاجز الذي لا يطيق الصيام؛ ولذلك فقد رجح ابن المنذر أن الآية منسوخة، وأنها لم تتناول الشيخ الكبير العاجز.

قال - رحمه الله -: لو كانت في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام لم يناسب أن يقال له: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة:١٨٤].انتهى من "الفتح".

٢) وأما وجه الدلالة التي ذكرها ابن عثيمين - رحمه الله -، ففيه إشكال من حيث إن الله عز وجل أوجب على المطيق الفدية أو الصوم، وَفُهِمَ من الآية أن الذي لا يطيقه ليس عليه فدية ولا صوم، ويؤيده قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا


(١) وقد تكلم عليها جماعة منهم: الطبري وأبو عبيد وابن العربي وابن الجوزي وابن التركماني وابن حزم والجصَّاص في "أحكام القرآن" وغيرهم.

<<  <   >  >>