قال للصحابة لَمَّا دنوا من عدوهم:«إنكم قد دنوتم من عدوكم؛ والفطر أقوى لكم»، وكانت رخصة، ثم نزلوا منزلا آخر فقال:«إنكم مصبحوا عدوكم؛ والفطر أقوى لكم؛ فأفطروا»(١)، فكانت عزمة، فأفطروا، فعلل بدنوهم من عدوهم، واحتياجهم إلى القوة التي يلقون بها العدو، وهذا سبب آخر غير السفر، والسفر مستقل بنفسه ولم يذكره في تعليله، ولا أشار إليه؛ فالتعليل به اعتبارٌ لما ألغاه الشارع في هذا الفطر الخاص، وإلغاء وصف القوة التي يقاوم بها العدو، واعتبار السفر المجرد إلغاء لما اعتبره الشارع وعلل به. انتهى من "زاد المعاد"(٢/ ٥٣ - ٥٤).
(١) أخرجه مسلم (١١٢٠)، من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -.