وفي "صحيح البخاري"(٥١٦٢) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ»
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - (٩٥٢): قوله: «وهذا عيدنا» يريد أنَّ إظهار السرور في العيد من شعار الدين، وحكم اليسير من الغناء خلاف الكثير. اهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه "الاستقامة"(١/ ٢٧٥ - ):
يرخص للنِّسَاء فِي الْغناء وَالضَّرْب بالدف فِي الأفراح مثل قدوم الْغَائِب وَأَيَّام الأعياد، بل يؤمرون بذلك فِي العُرْسَات كَمَا روي «اعلنوا النِّكَاح واضربوا عَلَيْهِ بالدف»(١) وَهُوَ مَعَ ذَلِك بَاطِل كَمَا فِي الحَدِيث الَّذِي فِي "السّنَن" أَن امْرَأَة نذرت أَن تضرب لقدوم رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا قدم عمر أمرهَا بِالسُّكُوتِ وَقَالَ: إِن هَذَا رجل لَا
(١) حسن: أخرجه أحمد (٤/ ٥)، الحاكم (٢/ ١٨٣)، عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -، وأخرجه أحمد (٣/ ٤١٨)، والترمذي (١٠٨٨)، والنسائي (٦/ ١٢٧)، وابن ماجه (١٨٩٦)، من حديث محمد بن حاطب - رضي الله عنه -، وهو حسن بالطريقين.