للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، وإسقاءه للعبد على وجهين:

١ - أن الله خلق له الطعام والشراب، والحركة التي بها يأكل ويشرب، وعلى هذا فالعامد والناسي، وجميع الخلق اللهُ أطعمهم وسقاهم، وهذا المعنى لم يقصده النبي - صلى الله عليه وسلم -.

٢ - أن يطعمه الله ويسقيه بغير فعل من العبد، ولا قصد، ولا عمد كما في هذه الصورة، فصار غير مكلف لأجل النسيان، فأضيف الفعل إلى الله قدرًا وشرعًا؛ فسقط قلم التكليف عن هذا الفعل، فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أطعمك وسقاك» معناه: لا صنع لك في هذا الفعل، وإنما هو فعل الله فقط، فلا حرج عليك فيه، ولا إثم؛ فَأَتْمم صومك. انتهى بتصرف

الثاني: أنه يفطر وعليه القضاء دون الكفارة، وهو قول مالك، وربيعة، قالوا: لأن الإمساك عن المفطرات ركن الصوم، فحكمه حكم من نسي ركنًا من الصلاة؛ فإنها تجب عليه الإعادة وإن كان ناسيًا.

والجواب: أن هذا القياس فاسد الاعتبار؛ لمخالفته للنصوص المتقدمة.

انظر: "الفتح" (١٩٣٣)، "نيل الأوطار" (٤/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، "سبل السلام" (٤/ ١٣٨)، "شرح المهذب" (٦/ ٣٢٤)، "المغني" (٣/ ٢٣)، "المحلى" (٧٥٣)، "توضيح الأحكام" (٣/ ١٧٩)، "كتاب الصيام" (١/ ٤٥٧ - ٤٥٨) بتصرف.

<<  <   >  >>