للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومجاوبته صَدَى ونحو ذلك، ولا سيَّما إن كان خُوار الطبيعة؛ أو كذابًا نفاجًا (١) فيشنع ويَهُول".

قال أبو الحجّاج: هذا الذي قاله الجاحظ، في "الدَّاوية" وإنَّها بمعنى "الدَّوِّيّة" قول بعض (٢) البغداديين، وسَرَقه من وقول سيبويه في "آية": إن أصلها: "أيَّة" (٣) لم فأبدلوا من "الياء" السّاكنة ألفًا، فكذلك زعم هذا أنَّ الألف في "الدَّاوية" بدل من "الواو" السّاكنة. قال (٤) أبو عليّ: وهذه (٥) دعوى من قائلها لا دلالة عليها، وذلك أنَّه يجوز أنَّ يكون بَنَى من "الدّو" "فاعلة"، فصارت "داوية" بوزن "راوية"، ثم ألحق الكلمة ياءيْ النسب، وحذف "اللّام" كما قالوا في النّسب إلى ناجية: "ناجيّ وكما قالو: "رجلٌ ضاوي"، وإنّما هو منسوب إلى "فاعل" من الضَّوَى، والأصل "ضاوٍ" فلحقته هاتان الياءان، كما لحقتا في قولهم: "أحْمَر وأحْمَري، وأشْقَر وأشْقَريّ"، ونحوهما من الصّفات، لتأكيد الصّفة، وقد تقدّم الكلام (٦) في "الدَّاوية" موفى.


(١) النفاج: الذي يفخر بما ليس عنده.
(٢) هو الفراء وينظر التمام ٢٣٣، وسر الصناعة ٦٦٩ - ٦٧٠.
(٣) ينظر الكتاب ٤/ ٣٩٨، وشرح الشافية ٣/ ١١٨.
(٤) تنظر المسائل الحلبيات ٣٥ - ٣٨.
(٥) في الأصل "وهذا".
(٦) ينظر الشاهد ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>