للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو الفتح (١): "فأمَّا قول عمرو بن ملقطٍ (٢):

والخَيْلُ قَدْ تُجْشِم أربابها الشَّـ … ـق وقد تعتسِفُ الدَّاويَهْ

فإنْ شئت قلت: بَنَى من "الدّو" فاعلة فصارت في التقدير: "داووة" ثم قلب الواو الأخيرة ياءً؛ لانكسار ما قبلها، ووقوعها طرفًا، فعادت "داويَة". وإنْ شئت قلتَ: أرادَ "الدَّاويَة" المحذوفة اللّام، حسب ما تقدّم، يعني من كلام أبي عليّ، إلا أنَّه خفّف ياء النَسب كما خُفِّفَت في غير موضع".

قال أبو الحجّاج: وقول الجاحظ، ومن قال إنّما سمّيت "دَاوية" بالدويِّ، غير صحيح في الاشتقاق، لأنَّ "الدَّويَّة": الأرض المنسوبة إلى "الدَّوّ". وقال صاحب "العين" (٣): "الدَّوُّ: صحراء ملساء بالبادية" فهو بما عينه ولامه "واو". و "الدَّوِيّ": بما عينه "واو"، ولامه "ياء"؛ كأنَّه من "دَوِيَ" إذا حقد، كأنَّ ذلك "الدَّوِيَّ" وعيدٌ وتهديد من ذي حِقْدِ، إلّا أنْ يكون الأصل في "الدَّوِيّ": "الدَّوْيْوُ" فقلبت "الواو" الأخيرة التي هي لام "ياء"، للياء السّاكنة التي قبلها، وأدْعِمَتْ فيها كما فعِل في عَلِيٍّ وَصَبَيٍّ، ونحوهما، وحمله على هذا الوجه أوْلى. ونحو من قول الجاحظ، ومن ذهب


(١) سر الصناعة ٦٧١.
(٢) هو عمرو بن نعامة بن غياث بن ملقط بن عمرو بن ثعلبة الطائى، شاعر جاهلي.
"معجم الشعراء ٥٧". والبيت في النوادر ٢٦٨، وسر الصناعة والمحتسب ٢/ ٧، ومعجم الشعراء ٥٨، والقيسي ٦٥١، وابن يعيش ١٠/ ١٩.
(٣) العين ٨/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>