للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زيدٍ" يَعْني أبو عليّ: أَنَّ أبا حاتم روى الإفراد عن أبي زيد؛ وأراد أنْ يُخَالف روايته بأن يَضُمّ "الضَّاد"، فتكون جمعًا؛ ليوافق قوله "ففي البطون". فَرَدَّ أبو عليّ ظَنّ أبي حاتم بقولهم للضُّبع أيضًا: "حُضَاجر"، فجمعوا "حضجر"؛ إشارة إلى عظم بطنها وانتفاخه. وقد رَدّ على أبي حاتم أيضًا أبو الحسن الأخفش وقال: "لا يجوز ضمُّ "الضَّاد" كذا قال المبّرد (١) وغيره". قال أبو الحجّاج: ورواية سيبويه (٢): "ضُبعًا"، على الجمع ولا شاهد فيه على هذا. وكان القياس فيها: "أفْعَالا" كعضُدٍ وأَعْضَادٍ؛ ولكن الأمثلة تتداخل، فجمعوها جمع ضِلَعٍ وأَضْلُع، ونحو ذلك، وتُجمَع الضُبُع أيضًا على "ضبَاعٍ"، وأكثر ما يقع "الضّباع" على الذَّكارة منها؛ لأنَّ "الضُبع" قد يقع على الذّكر، وقالوا: ضَبُع ذكر، وضبُع أنثى. والذي يخصّ الذّكر: ضَبْعَان، وعَتيان، وذيخ، وغيلام. وقوله: "وقد راحت" يَعْنِي: الضَّبُع؛ أَيْ؛ رجعت من الرعي عشية، فبطنها قد تملأ، وقد يمكن أن يريد] (٣): وقد راحت البطون: أَيْ؛ اشتدّت (٤) ريحها؛ من تملثها (٥) وانتفاخها، فيكون من قولهم: "يَوْمَ رَاحَ"؛ إذا اشتَدّت ريحه،


(١) تنظر النوادر ٢٩٥، والكامل ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٢) الكتاب ٣/ ٥٨٩.
(٣) من قوله "ثم قال أبو علي … " حتّى "يريد" ساقط من ح، وفيها "ويروى على الجمع ولا شاهد فيه قوله وقد راحت".
(٤) في ح "اشتد" في الموضعين.
(٥) في ح "لتملوها".

<<  <  ج: ص:  >  >>