للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو عمر: "وهذا كلّه عندي (١) رديء في القياس؛ لأنَّ هذه الحروف، [إنّما تعمل في المبتدأ، و"أنَّ"] (٢) لا يبدأ بها". وأمَّا "ليت" وحدها فقد تكلّموا بها معها، وهي شاذة.

وأنشد [أبو عليّ الهَجَرِي في "نوادره"] (٣) لعمرو بن المسلّم الرياحي:

أَلَا لَيْتَ أنّي قَبْلَ بَيْنِكِ خِيضَ لي … بِبِعْضِ أَكُفِّ الشَّامِتينِ سِمَامُ

قال أبو عليّ: ووجه (٤) قول أبي الحسن عندي أنّه يجوز وقوع "أنَّ" بعد تقدّم "ليت"، كما جاز وقوعها بعد "لولا"، حيث كانت مقدّمة عليها، ولولا تقدُّم "لولا"، لم يجز أنْ يُبْتَدأ بها، وهي مع "ليت" أولى؛ لأنَّها عاملة (٥) فيها، فأمّا "كأنَّ أنَّك منطلق" فقبيح، لأنَّ "الكاف" في "كأنَّ" (٦)، داخلة على "أنّ"، فكأنّه جمع بين "إنَّ وأنَّ"، [وعذره في ذلك أن تقول] (٧): لما ضمت إلى كاف التَّشبيه، صارت لدخول هذا المعنى


(١) "كله عندي" ساقط من ح.
(٢) ساقط من ح، وفيها "لا يبتدأ بها".
(٣) ساقط من ح. ولم أعثر على هذا البيت في التعليقات والنوادر المطبوعة، وهو في شواهد نحويَّة ١١١. وعمرو بن المسلم الرياحي السّلميّ من بني الشريد شاعر حجازيّ مجيد. وينظر الورقة ٧٧ - ٧٨.
(٤) "و" ساقط من الأصل. وتنظر الحجّة ٢/ ١٧٥.
(٥) في ح "عامل".
(٦) "في كأن" ساقط من ح.
(٧) ساقط من الأصل، وفيه "ولكن لما - التثينة".

<<  <  ج: ص:  >  >>