للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقراهم في كل وقت مبذول، ألا ترى (١) أنه قد وصف قبل هذا، قراهم باللّيل، حيث يقول:

وإنَّا لَنَقْري الضَّيْفَ إنْ جَاءَ طَارِقًا … مِنْ الشَّحْم مَا أَضْحَى صَحِيحًا مُسَلَّما

ويروى: "ما أَمْسَى". وأمَّا قوله: "يقطرن". فهو المستعمل في مثل هذا. يقال: سيفه يقطُر دمًا، ولم تجو العادة بأَنْ يقال: سيفه يسيل دمًا (٢)، أو يجرى دمًا، ومثله [ما أنشده المبرد (٣) لطرفة] (٤):

وأَسْيَافُنَا يَقْطُرْنَ مِنْ كَبْشِهِ دَمًا

مع أنَّ "يقطر" أمدح؛ لأنّه يدلّ على مضاء السّيف، وسرعة خروجه عن الضّريبة، حتّى لا يكاد يعلق به دمٌ، [ولولا أنّ حسّان، إنّما أراد بذكره القطر، اتصال سفك سيوفهم للدّماء، من مواقعة الأعداء؛ لكان وصفها بتعلق الدّم بها كالهجاء] (٥). وقوله: "من نجدة" أَيْ؛ من شجاعة وشدّة، وهي للجنس، ولذلك دخلت عليها "من"؛ للبيان


(١) في الأصل "لأنه … قال"، وينظر الدّيوان ٣٥. وفي في ح "ما أمسى" "ويروى ما أمسى" ساقط منها وهي رواية الدّيوان.
(٢) في ح "الدم أو يحرى".
(٣) الكامل ٣/ ١٣٩٣.
(٤) ساقط من ح، والشّاهد في ديوان طرفة ١٩٥، وصدره:
وأي خميس لا أفأنا نهابه
(٥) ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>