للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتّى استوفى القصيدة، فلما فرغ من إنشادها، قام الأنصاريّ كئيبًا، ثم ذكر تمام هذه القصّة، ورغبة أبي بكر بن حزم (١)، ومشيخة من الأنصار معه، إلى الفرزدق، ألّا يتعرّض لهجوهم، فقال: اذهبوا فقد وهبته لهذا (٢) القرشي. أفلا ترى، إلى ثناء الفرزدق، على هذه القصيدة التي منها هذا البيت، وأنَّه لم يتعرض لنقده، نعم، ولا تعرّض لمباراتها على القافية، بل عدل عنها إلى غيرها] (٣).

قوله: "متى ما (٤) تزرنا": أَيْ (٥)؛ تختبر مَا عندنا من النّجدة. قال أبو الفرج (٦): "وغَسَّان": الواو فيها للقسم؛ لأنَ غسّان لم تكن تغزوهم مع معدٍ. قال أبو الحجّاج (٧) ويروى:

مَتَى مَا تَزُرْنَا مِنْ مَعَدٍ بعصبة … وقحطان نحْمي حوضنا أن يُهدما

وقوله: [ولدنا بني العنقاء. يعني: من ولده أبوه العنقاء؛ وهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء (٨)؛ لأنَّ الأوس والخزرج؛ هما ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء.


(١) هو أبو بكر بن محمّد عمرو بن حزم بن زيد، من بني النجار، عامل المدينة لعمر بن عبد العزيز - رحمه الله - "طبقات خليفة ٢٥٧، وسيرة عمر ٦٧".
(٢) في الأصل "إلى هذا". والقرشي هو إبراهيم بن محمد بن سعد الزهري.
(٣) من قوله "وأنشده القصيدة" حتّى "إلى غيرها" ساقط من ح.
(٤) "ما" ساقط من الأصل.
(٥) في ح "أن".
(٦) الأغاني ١/ ٣٣٧.
(٧) قال أبو الحجاج ساقط من ح، وفيها "تزونا"، وفي الأصل "معد قبيلة فقحطان".
(٨) "مزيقياء" ساقط من ح، وفي الأصل "مذيقياء" وهو تحريف، وينظر ابن حزم ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>