للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا وهو ثعلبة بن عمرو ولقب العنقاء؛ لدهائه. والعنقاء: الداهية، والعقاب أيضًا، وقيل: بل لطول عنقه. وعني بابني محرق عمرو بن هند، وأخاه الأسود ابني منذر اللّخميّ، وهم بنو نصر (١) ملوك العراق، وإيّهما عني حاحب بن زرارة (٢)، أو (٣) أبوه حيث يقول فاخرًا برضاعهما:

رَبَيْنا ابنَ مَاءِ المُزْنِ وَابنيْ مُحرّق … إِلى أَنْ بَدَتْ منهم لِحَيّ وَشَوَارِبُ

ثَلَاثَةُ أَمْلَاكٍ رُبوا فِي حُجُورِنا … عَلَى مُضَرٍ نَنْأَى بِهم لا التَّكاذبُ

قال الهمدَاني: "أول من حرق (٤) النّاس من ملوك قحطان، الحارث بن عمرو مزيقياء ثم الأسود بن منذر اللّخميّ، ثم أخوه عمرو بن هند، قال: وممن حرّق أيضًا مرثد بن الأعجم بن سعد بن الأشر" (٥).

قال أبو الحجّاج: وروى الصقلي: "وابنا"، وحمله على الجمع، وقصر الممدود؛ وليس ذلك بوجه محمود، وإنّما الرواية كما ذكرنا، والمراد، "بابني محرق" من فَسَّرنا، ألا ترى أن الحارث المدعو بمحرق، إنّما هو عمّ الأنصار؛ لانَّه أخو ثعلبة العنقاء، فكيف ولدته الأنصار؟!


(١) ابن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود. "ابن حزم ٤٢٢".
(٢) ابن عدس - بضم العين والدال - بن زيد بن عبد الله الدارمى من سادات العرب في الجاهلية. "ابن حزم ٢٣٢". والشّاهد في شواهد نحويَّة ١٢٤.
(٣) في الأصل "وأبوه".
(٤) تنظر الوسائل ١٢٨، وابن حزم ٣٧٣.
(٥) ينظر ابن حزم ٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>