للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَا يَا اسْلَمِي قَبْلَ الفِراقِ ظَعِينَا … تَحِيَّةً مِنْ أَمْسَى إِلَيْكِ حَزينَا

تَحِيَّةَ مَنْ أَظنُّهُ مُتَوَجَّهًا … لِصُرْمِ حَبِيْبٍ قَدْ أَنَى أنْ بِينَا

تَحِيَّةَ مَنْ لَا قَاطِعٍ حَبْلَ وَاصِلٍ … ولَا صَارِمٍ قَبْلَ الفِرَاقِ قَرينَا

قال أبو عليّ (١): "يا" هنا تنبيه على ما بعدها من الجملة، ولا تحتاجُ هنا إلى اعتقاد منادى محذوف، كما يحذف المفعول في مواضع من كلامهم؛ لأنَّ التنبيه يلحق (٢) مثال الأمر؛ للحاجة إلى استعطاف المأمور، كالحاجة إلى استعطاف المنادى، والدّليل على ذلك قولهم: "هَلُمَّ"، وبناؤهم الحرف مع الفعل على الفتح، ومثله قول (٣) الله تعالى: {أَلَا يا اسْجُدوا لله}. وقوله: "ظَعِينا" (٤): منادى مرخم، وحرف ندائه محذوف؛ للدّلالة عليه، ولا يحمل على الفصل، بينه وبين "يا" (٥) هذه الظّاهرة، لفساد ذلك.


(١) ينظر كتاب الشعر ٦٦ - ٦٧، والشيرازيات ٤٥ ب، والخصائص ٢/ ١٩٦.
(٢) "يلحق" ساقط من ح، وفيها "التنبيه أمثلة للأمر".
(٣) في ح "قوله" والآية ٢٥ س سورة النحل، والاستشهاد هنا على تخفيف "ألا" وهي قراءة الكسائي. "السبعة ٤٨، والحجة ٥/ ٣٨٣ - ٣٨٦، ومشكل إعراب القرآن ٢/ ١٤٧".
(٤) في ح "طغينا".
(٥) "يا" ساقطة من الأصل، وفيه "ذلك المعنى".

<<  <  ج: ص:  >  >>