للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو نحوه. وكانت الآطام عزّهم وحصونهم، وكان إذا أمسى، جلس بحذاء حصنه؛ "الضّحيان"، وأرسل كلابًا له تنبح (١) دونه، حذار أنْ يأتيّه عَدُو، يصيبُ منه غرة.

قال (٢): وركب الوليد بن عبد الملك إلى المساجد يومًا بالمدينة، فأتي مسجد العُصَبة (٣)، فلما صلّى، قال للأحوص (٤): يا أحْوصُ، أين الزّوراء (٥) التي قال فيها صاحبكم (٦)؟:

إنِّي مُقِيمٌ عَلَى الزَّوْرَاءِ أَعْمُرُهَا … إنَّ الكَرِيمَ عَلَى الأَقْوامِ ذُو المالِ

لَنَا ثَلَاثُ بِئَار في جَوَانِبِهَا … فَكُلُّها عَقَبٌ يُسْعَى بِأَقْبَالِ

وَاسْتَغْنِ أَوْ مُتْ وَلَا يَغْرُرْك ذُو نَشَبٍ … مِنْ ابن عَمٍّ ولَا عَمٍّ ولا خَال


(١) في الأصل "تنتج" وهو تصحيف.
(٢) أي: أبو الفرج، وينظر الأغاني ١٥/ ٣٧.
(٣) في الأصل "العقبة".
(٤) هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأوسي الأنصاريّ، ولقب الأحوص لضيق في عينيه، وهو شاعر محسن، وفيه فسق. "ابن سلام ٦٥٥، والمؤتلف ٥٩".
(٥) الزوراء بالفتح: موضع قرب سوق المدينة مرتفع. وقيل: اسم لسوق المدينة. "المغانم المطابة ١٧٣".
(٦) أي أحيحة، والأبيات في ديوانه ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>