للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيتي عبيد هذين في الاقتضاب (١)، وما رمى إليه من الإعراب، في جعله "النّشم"؛ مثلا لذوي الحزم، وصحّة التَّدبير، و "الثمام"، مثلًا لذوي العجز والتقصير، وإنَّ مثل هذا الاشتراك، مسبب للهلاك. وأمَّا ما ذهب إليه، من استقباح (٢) حذف الموصوف في هذا النّحو، وإقامة صفته مقامه، فليس ببعيد عندي، لطول الكلام؛ وما أدَّى إليه التقسيم من التفهيم، وقد حكى أبو عليّ، عن أبي الحسن (٣): أنَّه لم (٤) يستقبح من حذف الموصوفات (٥) مثل قول تعالى (٦): {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} ونحو قوله (٧) تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ}، {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (٨) قال: لما طال الكلام بالظّرف حسُن.

قال أبو الحجّاج: [ونحو هذا قال الفرّاء أيضًا] (٩): وإذا كان مثل


(١) ينظر الاقتضاب ٣١٤ - ٣١٥.
(٢) في الأصل "الاستقباح" وفي ح "ستقداح" وهو تحريف.
(٣) ينظر معاني القرآن ١/ ٢٣٩.
(٤) في ح "إن من يستقدح".
(٥) في ح "الموصوف".
(٦) في ح "جلَّ وعلا" والآية ١٥٩ من سورة النساء. و "قبل موته" ساقط عن ح.
(٧) في ح "قوله أيضًا" والآية ١٦٤ من سورة الصافات.
(٨) سورة مريم: ٧١.
(٩) ساقط من ح، وينظر معاني القرآن ١/ ٢٧١، ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>