كتاب المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

٣٣٨ - وكنا حسبناهم فوارس كهمس ... حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا - ج: 2 - ص: 1557

"الكامل" (١) قوله في:

نَوَاكَسَ الأَبْصَارِ

وما كان أجد البصري بالإبصار؛ لتعاطي مضمارٍ ساقه إلى العثار] (٢). وكَهْمَس هذا: يراد به: كَهْمس بن طلْق (٣) الصُّريمي، أحد أصحاب مرداس (٤) الخارجى، [وأبطالهم. هزم هو وأصحابه، - وهم

---

(١) الكامل ٢/ ٥٨، وهذه قطعة من بيت الفرزدق المشهور ١/ ٣٠٣:
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم … خضع الرقاب نواكس الأبصار
قال المبرد: "وفي هذا البيت شئ يستطرفه النحويون، وهو أنّهم لا يجمعون ما كان من فاعل نعتًا على فواعك، لئلا يلتبس بالمؤنث … ".
وقال أبو القاسم البصريّ في التنبيهات ١٣١ - ١٣٢: "وقال في قول الفرزدق … في تضاعيف كلام يطول: "لم يأت فاعل على فواعل نعتًا، إلّا في حرفين فارس وفوارس، وفي المثل "هالك في الهوالك" ولا يكون مثل هذا أبدًا إلّا في الضرورة". وقد كان وهو عنه في غفلة. قد جاء طائح في الطوائح كما قالوا "هالك في الهوالك" قال نهشل بن حري: لبيك يريد … ".
وقد أجاز مجمع اللّغة بالقاهرة ما منعه النّحاة، وينظر القرار والشواهد في أصول اللّغة ٢/ ٤٢ - ٤٩، وينظر الفصيل في ألوان الجموع ٧٥ - ٧٦، وأزاهير الفصحى ٢٥ - ٢٧، والضرورة الشعريّة ٣٠٠.
(٢) من قوله "وفوارس" حتّى "العثار" ساقط من ح.
(٣) في الأصل "طليق"، وتنظر ترجمته في الاشتقاق ٢٤٧، وابن السيرافي ٢/ ٤٣٤، ورغبة الآمل ٧/ ١٩٠. و "الصريمي" ساقط من ح.
(٤) هو أبو بلال مرادس بن أديَّة، أحد زعماء الشراة من الخوارج قتل سنة ٦١ هـ. "ابن حزم ٢٢٣ ورغبة الأمل ٧/ ١٩٤ ".