للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد يستقيم أن تجعله هنا، يعني قوله: "مصبوح"، وصفا على الموضع، وتضمر الخبر، ولا يقبحُ من حيث قبح في البيت الآخر (١)؛ وهو:

"لا أبَ وابنا"

قال (٢): "والعامل في "إذا" معنى المماثلة، جعلته خبرًا أو وصفًا، وإن شئت جعلت العامل في "إذا" الخبر إذا أضمرت".

قال أبو الحجاج: ولو أمكنه الوزن لقال: إذا هما بالمجد ارتديا وتأزرا لكنه (٣) اكتفى بالخبر عن الواحد منهما؛ اختصارًا لفهم المعنى.

ونحو من هذا الاكتفاء، بالواحد عن الاثنين، قول اللَّه تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} (٤)، فاكتفى بإعادة الضمير إلى التجارة، عن إعادة الضمير إلى اللّهو؛ لأنَّ المعنى مفهوم. ومثل هذا كثير. ويروى:

إذا ما ارتدى (٥) بالمجد ثم تأزرا

وكذا رواه ابن الأنباري (٦)، ورواية "الكتاب" (٧) أجود؛ لأنَّ الايتزار


(١) في الأصل "الأخير"، وح متفقة مع البصريات.
(٢) البصريات ٤٩٤.
(٣) في ح "لاكنه".
(٤) سورة الجمعة، الآية: ١١.
(٥) في الأصل "ارتدا".
(٦) شرح القصائد السبع ٢٨٨.
(٧) الكتاب ٢/ ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>