للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألم نترك سَرَاتهُمُ عَيَامى … جُثُومًا تحتَ أرجاءِ الذّيولِ

تُبكيها الأراملُ بالمآلي … بدَرَاتِ الصّفايحِ والنَّصيلِ

جثوما: أيْ، أكبوا على صدورهم. وأرجاء الذيول: يعني نواحى الرماح. وقيل في شرح شعره: يريد أخذنا إبلهم، وكذا قيل في بيت الأعشى أيضًا: أنَّ المعنى: رُبّ رجلٍ كانت له إبل يحلبُها، فاستقتها فذهبَ (١). ما كان يحلبه في الرفِد، وحمل المعنى فيهما عندي على القتل أظهر.

ويجوز أنْ يريد: رُبّ ذوي رفدٍ، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، والمعنى غيرتُ نِعَمهم، لما أخذت نَعَمهم] (٢)، والأحسن أن تكون إراقةُ الأقداح، كناية عن ذهاب أرواح ذوي القرى (٣) والسماح. وقد قيل (٤) هذا أيضًا في قوله: "صَفِرَ الوطاب" أيْ؛ خلا بدنه من روحه، كما يخلو الزّق من اللّبن. قال [الأصمعي: ويقال: قد انقطع أكله، وهذا يؤيّد القول الأوَّل، إلّا أنه لما قتلهم عاقهم عن الشرب. فالإراقة إذنْ عبارة عن ذهاب الإبل، فضلًا عن الألبان، أو إشارة إلى استلاب الأرواح من الأبدان.


(١) في الأصل "فرهب" وهو تحريف وتنظر اللآلئ ٦٣٨.
(٢) من قوله "ومثل هذا المعنى" حتى "نعمهم" ساقط من ح.
(٣) في ح "ذوي الأقداح في بيت الشماخ".
(٤) تنظر: الأضداد ٣٤٠ - ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>