رأى عبدُ قيسٍ خفقةً شوَّرتْ له ... يدا قابسٍ ألوى بها ثمًّ اخمدا
إعدْ نظراً........... البيت
حمارَ كليبيينِ لم يذكروا لهم ... رماحاً ولمْ يلفوا على الخيلِ روَّدا
فما شهدوا يوم النسارِ ولم تعد ... نشاؤهمُ منهم كمياً موسَّدا
ويروى أن جريراً، لما قال كلمته التي أولها:
غداً باجتماعِ الحيِّ نقضي لبانةً ... وأقسمُ لا تقضى لبانتها غدا
إذا صدعَ البينُ الخليطَ وحاولتْ ... بقوٍّ شهاليل النَّوى أن تبدَّدا
وفي هذه القصيدة يقول:
أقولُ له: يا عبدَ قيسٍ صبابةً ... بأيٍّ ترى مستوقدَ النارِ أوقدا
فقال: أرى ناراً يشبُّ وقودها ... بحيثُ استفاضَ الجزعُ شيحا وغرقدا
أعجب الناس بها، وتناشدوها، فقال جربر: كأنكم بابن القين قد قال:
أعدْ نظراً يا عبدَ قيسٍ لعلَّما ... أضاؤتْ لكَ النَّارُ الحمارَ المقيَّدا
فلم يلبثوا أن جاءهم الفرزدق بهذا البيت، فتناشد الناس القصيدة، فقال الفرزدق: كأنكم بابن المراغة قد قال:
وما عبتَ منْ نارٍ أضاءَ وقودها ... فراساً وبسطامَ بنْ قيسٍ مقيَّدا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute