الضرب الرابع: نحو: ما عرف بالألف واللام، تحو:"النجاءك" اسم أنج. وإنما بنيت هذه الأسماء، لتضمنها معنى لام الأمر.
ألا ترى أن "صه" بمعنى: اسكت، وأن أصل: اسكت: لتسكت كما أن أصل قم: لتقم.
فلما تضمنت هذه معنى لام الأمر شابهت الحرف، فبنيت. واعلم أنه لا يجوز أن تقول "صه" فتسلم، واكفف فتستريح، وذلك أنك إذا جئت بالفاء، فإنما تنصب، لتصورك في الأول معنى المصدر، وإنما يصح لك ذلك، باستدلالك عليهن بلفظ فعله، ألا ترى أنك لو قلت: زرني فأكرمك، فإنك إنما تنصبه، لأنك إنما تصورت فيه معنى، لتكن منك زيارة، فإكرام مني، فزرني دل على الزيارة، لأه من لفظه. فدل الفعل على مصدره.
وليس كذلك "صه"، لأنه ليس من الفعل في قبيل ولا دبير، وإنما هو صوت واقع موقع حروف الفعل.
فلما لم تكن "صه" فعلاً ولا من لفظه، قبح أن تستنبط منه معنى المصدر.
فإن قيل: فقد تقول: أين بيتك فأزورك؟ فتعطف بالفعل المنصوب، وليس قبله فعل، ولا مصدر.
قيل هذا محمول على معناه، لأن معنى: أين بيتك؟ أخبرني، أي: ليكن منك تعريف فزيارة مني.
فإن قيل: فهلا جاز: صه فتسلم لأنه محمول على معناه، أي: ليكن منك سكوت فاستراحة.