وأما المواضع التي فيها "رب" بمعنى التكثير، على طريق المجاز، فهي المواضع التي يذهب بها لمعنى الافتخار، والمباهاة، كقول القائل: رب عالم لقيت، ورب يوم سرور شهدت، لأن الافتخار، لا يكون إلا بما كثر من الأمور في الغالب من أحواله، وقد يكون لقاء الرجل الواحد، أذهب إلى الفخر من لقاء الجماعة، ولكن الأول هو الأكثر، فمن ذلك قول امرئ القيس:
ألا ربَّ يومٍ منهنَّ صالحٍ ... ولاسيَّما يومٍ بدارةِ جلجلِ
وقوله:
فإنْ أمسِ مكروباً فيا ربَّ بهمةٍ ... كشفتُ إذا ما اسودَّ وجهُ الجبانِ